1- معركة غاليبولي

لم ينتظر الجنرال الألماني (ليمان فون ساندرز) كثيرًا وقام بتجميع ما وجده من قوات ومؤن، وقد أصدر أوامره الخاصة بالتعيينات للمناصب القيادية، ولا سيما إعطاء منصب مسئول إلى (مصطفى كمال)، وبدأ يترقب الغزو البريطانيّ المحتمل. لم يكن السير (أيان هاملتون) قائد الحملة البريطانية يعرف شيئًا عن (تركيا)، ولم تكلف وزارة الحرب البريطانية نفسها عناء إعداد خطة للهجوم؛ فقامت باستعارة خريطة وخطة هجوم من الأركان العامة اليونانية. حدث الإنزال فجر 25 إبريل 1915 م، وكان بإمكان قوات الحلفاء تحقيق نصر رخيص الثمن ولكن الأمور تبدلت مع وصول التعزيزات للجانب التركي في 26 سبتمبر، لينصح قائد القوات (الأسترالية) و(النيوزيلندية) (السير هاملتون) بالانسحاب ولكنه قرر بدلًا من ذلك الثبات في المواقع.

بناءً على الأخبار الواردة من (غاليبولي) بالفشل الوشيك للحملة، اقترحت المعارضة توسيع الحكومة لتضم حزب (الأحرار) و(المحافظين) و(العمال) بدل حكومة حزب (الأحرار)، وتم إعلان التشكيل الجديد في 19 مايو 1915م، وفقد (تشرشل) منصبه كوزير في هذه الحكومة بعد تحميله مسئولية فشل الهجوم، وقررت الحكومة إرسال (كيتشنر) إلى (غاليبولي) ليتخذ القرار المناسب بناءً على المعطيات التي يجمعها بنفسه، وشعر (كيتشنر) بأنه مضطر للموافقة على التخلي عن (غاليبولي)، وصدرت الأوامر بالانسحاب الذي اكتمل في بداية عام 1916م. لقد كان لهذه الهزيمة أثرها البالغ في جر أوروبا إلى شئون الشرق الأوسط والتورط العسكري في المنطقة، لتعطي معنى ما لتضحياتها في (غاليبولي).

2- ثورة الشريف حسين

بعد الخسارة في (غاليبولي)، قام (كيتشنر) بإرسال السير (مارك سايكس) بصفته خبيرًا في شئون الشرق الأوسط ليستقصي كيف يتعامل الحلفاء مع الشرق الأوسط، والذي اقترح بدوره إنشاء المكتب العربي ليكون قسمًا جديدًا في دائرة المخابرات في القاهرة، وتولى رئاسته (ديفيد هوغارت) خبير علم الآثار في جامعة (أكسفورد) وكان يعمل ضابطًا في المخابرات، وقد أرسل في طلب (إدوارد لورانس) الذي عمل معه في متحف (أشموليان) في (أكسفورد) والذي عُرف فيما بعد بـِِِِِ(لورانس العرب).

رأت (بريطانيا) كذلك أن دعمها لثورة في الشرق الأوسط ضد الإمبراطورية العثمانية قد يضعفها ويحقق لها النصر المنشود، ولذا اختارت (الشريف حسين) زعيمًا للثورة؛ فقد كانت تعتقد أن له مكانة روحية فهو شريف (مكة)، واعتقدت أن العرب المقاتلين في صفوف العثمانيين سينضمون له، وكان (الشريف حسين) قد أقنعهم أيضًا بأن هناك جماعات سرية في (دمشق) ستدعمه فور إعلانه الثورة والتي كان من المقرر لها أن تندلع في عام 1916م، ولكنه اشترط مقابل ذلك أن تمتد مملكته لتشمل مناطق داخل سورية وهي (دمشق) و (حمص) و (حلب) و(حماة) والتي كانت (بريطانيا) على علمٍ بالأطماع (الفرنسية)فيها وأنها لن تتنازل عنها بسهولة.

أنفقت (بريطانيا) ما مجموعه 11 مليون جنيه استرليني لدعم ثورة (الحسين) وهذا المبلغ في حينه كان يناهز 44 مليون دولار، إضافة إلى الدعم السياسي والعسكري، ولم تحقق هذه الثورة أي نجاح يذكر ولم تلق تأييدًا من العرب، حتى أنها فشلت في ضم (المدينة المنورة) التي تبعد عنها نحو 300 ميلًا، والتي تقطع الطريق الذي يمتد شمالًا إلى (سورية) وبداخلها كانت تقع قلعة الحامية العثمانية وبداخلها محطة الخط الحديدي الحجازي مصدر الإمدادات والتعزيزات، وبرغم قيام جماعات من البدو بقيادة الحلفاء بنسف الخط الحديدي بالديناميت؛ فقد واصلت الحامية العثمانية إصلاحه وأبقته صالحًا للاستعمال. كان ظاهرًا أن الثورة التي انطلقت من (مكة) قد جمدتها أسوار (المدينة)، وبقيت بنية السلطة العثمانية ثابتة في مكانها.

3- اتفاقية سايكس - بيكو 1915م-1916م

4- معركة كوت العمارة 1916م

5- بريطانيا تدعم قيام وطن قومي لليهود في فلسطين

6- احتلال فلسطين 1917م.

7- احتلال دمشق 1917م

8- تضارب المصالح في الشرق الأوسط